رجّحت محافل في “تل أبيب” أن يكون لـ”إسرائيل” دور في اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني وقيادات من “الحشد الشعبي”.
وذكرت صحيفة “هآرتس” يوم السبت أنّه من غير المستبعد أن تصدر في الولايات المتحدة، وخلال الأيام القليلة المقبلة، تقارير تدلل على أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قدمت إسهامات ساعدت في اغتيال سليماني، مشيرة إلى أن التعاون الأمني والاستراتيجي بين تل أبيب وواشنطن عميق وواسع.
وحذّرت الصحيفة من أنه في حال أدت الردود الإيرانية على اغتيال سليماني للمس بمصالح الولايات المتحدة بشكل خطير فإن الرأي العام الأميركي سيطالب بجباية الثمن من “إسرائيل” بسبب دورها في عملية التصفية.
وانتقد كبار المعلقين العسكريين في الكيان الإسرائيلي إقدام القيادات السياسية على خطوات تربط “إسرائيل” باغتيال سليماني.
وقال المعلق العسكري في قناة التلفزة “13”، ألون بن دافيد، إنه لم يكن هناك ما يسوغ أن يقدم وزير الجيش نفتالي بينيت على عقد اجتماع أمني يضم قادة الجيش والموساد للتباحث في تداعيات اغتيال سليماني، مشيراً إلى أن هذه الخطوة بدت وكأنها مؤشر على أن لـ”إسرائيل” علاقة بهذا التطور.
من جهة ثانية، أبدت مصادر أمنية إسرائيلية مخاوف من أن يمهد التصعيد الأميركي- الإيراني في أعقاب الاغتيال إلى إصدار الرئيس دونالد ترمب قرارا بالانسحاب من العراق.
وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، عاموس يادلين إن ترمب يمكن أن يصدر قراراً بالانسحاب من العراق في حال تم استهداف القوات الأميركية هناك، وفي حال اضطر البرلمان والحكومة العراقية إلى إلغاء الاتفاقات الأمنية الموقعة مع واشنطن.
وخلال مشاركته في حوار بثته قناة “12” الإسرائيلية ليلة أمس الجمعة أشار يادلين الذي يرأس “مركز أبحاث الأمن القومي” الإسرائيلي، إلى أن ترمب يمكن أن يستند إلى تصفية سليماني كـ”إنجاز” يسمح له بتسويغ الانسحاب من العراق لا سيما في ظل حالة الاستقطاب داخل واشنطن إزاء قرار التصفية.
ورأى يادلين أنه في حال اتخذ ترمب قراراً بالانسحاب من العراق فإن هذه الخطوة تعد مكسباً استراتيجيا لإيران يفوق أية مكاسب يمكن أن تنجم عن اغتيال سليماني.
وفي السياق، زعم كبير المعلقين في قناة “12”، أمنون أبراموفيتش أن “إسرائيل” كان بإمكانها تصفية سليماني لكنها تراجعت عن ذلك تارة بسبب رفض المستوى السياسي في تل أبيب وتارة أخرى بسبب تدخل جهات أجنبية.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن المؤسسة العسكرية ضغطت لتصفية سليماني إلا أن المستوى السياسي رفض ذلك لاعتبارات سياسية، مشيراً إلى أن “إسرائيل” كان بإمكانها تصفية سليماني في فبراير/شباط 2008 عندما قامت بتصفية عماد مغنية القائد العسكري لـ”حزب الله” في دمشق.
وفي سياق آخر، قال حامي شليف، معلق الشؤون الأميركية في صحيفة “هآرتس” إن ترمب مطالب بالتحلي “بكل مؤهلات الانضباط والحكمة” لتجنب اندلاع حرب في أعقاب اغتيال سليماني، مستدركاً أنه لا يملك مثل هذه “المؤهلات”.
وفي تعليق نشرته “هآرتس” اليوم السبت، لفت شليف إلى أن إدراك الكثير من المستويات السياسية في الولايات المتحدة سمات ترمب الإشكالية يجعلها أكثر قلقاً من تداعيات اغتيال سليماني.