تأثير كوفيد-19 على الإقتصاد العالمي

تأثير كوفيد-19 على الإقتصاد العالمي

تأثير كوفيد-19 على الإقتصاد العالمي

أدى تفشي فايروس كورونا  في جميع أنحاء العالم إلى اضطراب في الهياكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والمالية في العالم بأسره.

إضافة إلى ذلك، تأثرت البورصة في جميع أنحاء العالم سلبا وانخفضت أسعار النفط إلى الهاوية. في الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا، أصبح ما يقارب 3.3 مليون أمريكي عاطلا عن العمل خلال الأسبوع الأول، وفي الأسبوع الذي يليه، بدأ 6.6 مليون شخص غيرهم البحث عن وظائف جديدة. حذر العديد من الخبراء البارزين في هذا المجال من تدهور الحالة الإقتصادية والمالية الذي سيشهده العالم في الفترة المقبلة. أوضحت كريستالينا جورجيفا، المدير العام لصندوق المراقبة الدولية.

تأثير كوفيد-19 على الإقتصاد العالمي

“إن هذا الركود الذي يعاني منه العالم لا يقل سوءا عن ذاك الذي مررنا به أثناء الأزمة المالية العالمية”.

علاوة على ذلك ، يمكن القول أن الأضرار التي ألحقتها جائحة الكورونا بالإقتصاد العالمي لا تقل عن تلك التي في الحرب العالمية الثانية. أما على صعيد الخسائر البشرية، فمن الصعب قياسها، و لذلك يتحتم على دول العالم أجمع العمل يدا بيد لحماية الجنس البشري و الحد من تأثير هذه الجائحة على الوضع الإقتصادي.

حيث أدى الإغلاق العالمي إلى تقييد العديد من الشركات و الأعمال، و يظهر ذلك جليا في شركات السفر التي اضطرت إلى وقف نقل المسافرين لاحتواء الفيروس و الحد من انتشاره في العالم.

دعت أعضاء دول مجموعة العشرين إلى اجتماع طارئ في هذه الأوضاع المربكة لمناقشة الظروف المتدهورة و وضع استراتيجية فعالة لمكافحة كوفيد-19 تهدف بشكل أساسي لتقليل الخسائر قدر الإمكان. إن انتشار هذا الوباء بشكل متسارع يزيد من الأضرار الاقتصادية. وقد صرح مسؤولﹲ أمريكي من الاحتياطيات الفيدرالية أن البطالة الأمريكية ستصل إلى 30٪ وأن اقتصادها سينخفض للنصف.

وأضاف أن هناك تهديدا حقيقيا لفقدان عامة الناس وظائفهم، وذلك بسبب توقف الأعمال التجارية، والذي يترتب عليه عدم قدرة معظم الشركات على دفع رواتب العمال و بالتالي الاستغناء عنهم. لم تقتصر آثار هذه الجائحة على ذلك، بل وشملت البورصة أيضا. فقد تضررت البورصة الأمريكية بشكل كبير إذ انخفضت بنحو ثلاثين بالمائة. وبعد التمعن في الوضع الراهن للعديد من الشركات في ظل تفشي فايروس كورونا، يقوم معظم المستثمرين بسحب أموالهم من الشركات، حيث تم سحب ما يقارب 83 مليار دولار من الأسواق الناشئة. وبذلك، يصبح تأثير جائحة كورونا كبيرا خاصة على الوضع الإقتصادي، حيث يتجه المواطنون إلى ادخار أموالهم، وبالتالي لا تحصل الشركات على أي إيرادات، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى إغلاق المتاجر.

تأثير كوفيد-19 على الإقتصاد العالمي

أصبح فايروس كورونا فعليا سببا لإغلاق العديد من الشركات و محلات السوبر ماركت التي باتت تبدو فارغة في الوقت الحاضر. ولذلك، يخشى العديد من خبراء الإقتصاد من أن الوباء قد يؤدي إلى تضخم في الأسعار. فعلى سبيل المثال، تحذر شركة بلومبرج إيكونوميكس[1] من أن “نمو الناتج المحلي الإجمالي للعام بأكمله قد ينخفض ​​إلى الصفر في أسوأ سيناريو بسبب الجائحة”. هناك العديد من القطاعات التي تبدو أكثر عرضة للخطر بسبب هذا الوباء، كتأثر كل من العرض والطلب نتيجة لضعف النشاط منذ ظهور الفيروس.

هذا وبالإضافة إلى إنخفاض مبالغ الاستثمار الأجنبي المباشر ما بين 5 إلى 15 في المائة. كما وأصبحت قطاعات أخرى معرضة للخطر مثل السياحة، والأنشطة المتعلقة بالسفر، والفنادق، والمطاعم، والأحداث الرياضية، والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، والأسواق المالية، والنقل، إضافة إلى الحمل الزائد على الأنظمة الصحية. أوضحت ديان سونك، مديرة قسم الإقتصاد في الشركة الاستشارية جرانت ثورنتون، أن “العديد من الدول لديها شركات متعددة الجنسيات تعمل في مختلف دول العالم حيث أن الاقتصاد عالمي. فعلى سبيل المثال، لدى الصين نقاط اتصال مع اقتصادات الدول الأخرى، فهي جزء من سلسلة التوريد العالمية.

لذلك يمكن  إيقاف الإنتاج في الولايات المتحدة عن طريق إيقاف إنتاج الصين

تأثير كوفيد-19 على الإقتصاد العالمي

اقترحت كريستالينا جورجيفا في بيان صحفي أربعة إجراءات لمكافحة وتقليل خسائر الجائحة.

أولاً، الاستمرار في إجراءات الاحتواء الإحترازية الأساسية ودعم النظام الصحي.

ثانيًا، حماية الأشخاص والشركات المتضررة من خلال تدابير مالية مقدمة في الوقت المناسب.

ثالثًا، تقليل الضغط على النظام المالي وتجنب التماس.

رابعًا، وضع خطة لتعافي و أخرى لسياسة الإجراءات التي يجب اتباعها لمنع وقوع الآثار المحتملة. كما ويجب على الدول التعاون والتنسيق فيما بينها لوضع حد للظروف الخطيرة في جميع أنحاء العالم. يشمل ذلك تحمل المواطنين المسؤولية و تقديم المساعدة عند الحاجة لمكافحة فيروس كورونا بشكل فعال. نتيجة ترابط العالم ببعضه البعض، فإن الإجراءات والسياسات الخاطئة التي تتخذها أي دولة ستؤثر مباشرةﹰ على البلدان الأخرى أيضًا.

تأثير كوفيد-19 على الإقتصاد العالمي

إن هذا الوقت ليس ملائما البته لتسجيل النقاط السياسية والقتال بل العكس تماما، فقد آن الأوان للدول أن تتعاون وتنسق وتساعد بعضها البعض لهزيمة هذا الوباء القاتل أولاً ولإنقاذ الاقتصاد العالمي و الهيكل المالي.

تأثير كوفيد-19 على الإقتصاد العالمي

اقرأ المزيد : تأثير كوفيد-19 على الإقتصاد العالمي

تأثير كوفيد-19 على الإقتصاد العالمي

سم النحل يقتل بعض خلايا السرطان!!


[1] “Bloomberg economy” هي شركة أمريكية تقوم بتزويد أصحاب القرارات في العالم بالمعلومات التي يحتاجونها عن الأسواق المالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *